في إطار جهودها المتواصلة لتعزيز تبني التقنيات الناشئة واستكشاف إمكاناتها في دعم مسيرة التحول الرقمي الوطني، أعلنت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عبر مبادرتها مختبر “تسمو للابتكار”، عن تنظيم فعالية بعنوان “مستقبل الحوسبة الكمّية في الشرق الأوسط”، تسلّط الضوء على الإمكانات التحويلية للحوسبة الكمّية في دعم مسار التحوّل الرقمي في دولة قطر.
وشهدت الفعالية حضور نخبة من قادة القطاع والخبراء الأكاديميين والمبتكرين، حيث ناقشوا سُبل دمج التقنيات الكمّية في القطاعات الحيوية، واستعرضوا أبرز الفرص والتحديات المرتبطة بدمج التقنيات الكمّية في مختلف القطاعات الحيوية.
وفي مستهل الورشة تم التطرق إلى أبرز إنجازات مختبر “تسمو للابتكار”، والتي تشمل إطلاق البيئتين التجريبيتين للذكاء الاصطناعي والواقع الممتد، فعالية حول التقنيات الكمّية بالتعاون مع شركة “كوانتينوم”، وبرامج التدريب الوطنية المصممة لتحسين الجاهزية الرقمية وبناء القدرات المستقبلية.
كما تضمنت الفعالية الإعلان عن أول مسابقة هاكاثون دولية للحوسبة الكمّية ستقام في دولة قطر، في خطوة رائدة تُعدّ الأولى من نوعها على المستوى الوطني. وبدعم من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ستستضيف جامعة حمد بن خليفة المسابقة بالشراكة مع شركة “كوانتيكس” الرائدة في مجال الحلول الكمّية، ومجموعة بوسطن الاستشارية، إحدى أبرز الشركات العالمية في الاستشارات الإستراتيجية. كما ستعلن الوزارة لاحقًا عن التفاصيل المتعلقة بهذه المسابقة، وبإمكان المهتمين التسجيل مسبقًا للمشاركة فيها، عبر الرابط المتاح.
وفي هذا الإطار أشارت إيمان الكواري، مدير إدارة الابتكار الرقمي في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى التزام الوزارة بتعزيز الابتكار الرقمي واعتماد أحدث الحلول التكنولوجية، حيث قالت: “نسعى من خلال مختبر “تسمو للابتكار” إلى إنشاء بيئة تمكّن الجهات والمؤسسات والأفراد في القطاعين الحكومي والخاص من التعاون لإيجاد حلول واقعية في مجال الحوسبة الكمّية تتماشى مع الإستراتيجيات الوطنية في الدولة. وتُعدّ الحوسبة الكمّية من التقنيات التكنولوجية المبتكرة نظرًا لتطبيقاتها المتنوعة في مجالات حيوية مثل الرعاية الصحية، والطاقة، والخدمات اللوجستية”.
وتهدف المسابقة إلى تسريع وتيرة تطوير واكتشاف التطبيقات العملية للحوسبة الكمّية في عدد من القطاعات الحيوية مثل الرعاية الصحية، والطاقة، والخدمات الحكومية، وذلك عبر تحفيز العقول المبتكرة على تقديم حلول تكنولوجية ذات أثر تحويلي. كما تسعى إلى استقطاب الكفاءات الشابة وتنمية المهارات المحلية من خلال خلق بيئة تنافسية متقدّمة، ترتكز إلى معايير عالمية وتتيح فرصًا حقيقية للبحث والتطوير والتعاون مع نخبة من الخبراء الدوليين.
وفي هذا الإطار أشارت الدكتورة إلفيرا شيشينينا، الرئيس والمؤسس المشارك لشركة” كوانتيكس” إلى أن “تُعد الحوسبة الكمّية قوة استثنائية تحمل إمكانيات غير مسبوقة. ومن خلال تنظيم هذا الهاكاثون في قطر، نوحّد سلسلة القيمة الكاملة — بدءًا من الصناعة ووصولاً إلى الأوساط الأكاديمية — لمواجهة تحديات العالم الحقيقي عبر توظيف أحدث الأجهزة والحلول الكمّية.
نفخر بإطلاق هذه المسابقات حول العالم منذ عام 2021، مستلهمين قصص نجاح قامت على التعاون بين المواهب وابتكار مشاريع جديدة، مما يرسّخ مكانة قطر اليوم في طليعة الابتكار في مجال الحوسبة الكمّية”.
وتضمنت الفعالية تقديم الدكتور سيف الكواري، مدير مركز قطر للحوسبة الكمّية والأستاذ المشارك بجامعة حمد بن خليفة، لمحة حول الوضع الراهن، بالإضافة إلى الآفاق المستقبلية المتعلقة بالبحوث في مجال الحوسبة الكمّية في قطر، حيث قال: “تتيح الحوسبة الكمّية لقطر فرصة غير مسبوقة تمكنها من تعزيز مكانتها الريادية في مجال العلوم المبتكرة والمساهمة بالتنوع الاقتصادي طويل الأمد”.
واختُتمت الفعالية بتقديم ورشة عمل تقنية حول “كيسكيتQiskit – “، وهي منصة مفتوحة المصدر من “آي بي إم – IBM” مخصصة لتطوير برمجيات الحوسبة الكمّية. قدم الورشة الدكتور أحمد القطاطشة، رئيس قسم الكم في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة آي بي إم حيث تمكن المشاركون من اكتشاف رؤى عملية حول تطوير واختبار خوارزميات الكمّية في مجموعة من التطبيقات الواقعية، بما يشمل تعلم الآلة وتحسين البيانات والذكاء الاصطناعي.
وتواصل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ترسيخ دورها المحوري في دفع عجلة الابتكار الرقمي في الدولة، من خلال مبادرات نوعية تستقطب الخبرات وتفتح آفاق التعاون في مجالات التكنولوجيا المتقدّمة. وتندرج هذه الجهود ضمن برنامج “تسمو قطر الذكية “، الذي يشكّل ركيزة أساسية لدعم الأجندة الرقمية 2030، والإسهام الفعلي في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، عبر تعزيز الاقتصاد الرقمي، وتحفيز النمو المستدام، وتمكين الأفراد والمؤسسات بحلول رقمية تواكب المستقبل.