شاركت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في فعالية حول منصة الإدارة الفورية للحشود والنقل والتي نظمتها جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris الدوحة. وشهدت الفعالية إطلاق دراسة حالة جديدة حول حل الإدارة الفورية للحشود والنقل، الذي طُوّر ضمن برنامج قطر الذكية “تسمو”، والذي أثبت فعاليته خلال كبرى الفعاليات التي استضافتها الدولة، وفي مقدمتها بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، وكأس آسيا قطر 2023.
تهدف دراسة الحالة إلى توثيق تجربة قطر في تصميم وتنفيذ حل متكامل يعتمد على البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي لدعم إدارة النقل والحشود، ويُعد هذا المشروع مثالاً بارزاً على التعاون الفعّال بين القطاع الحكومي والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص. وقد تولى إعداد الدراسة مجموعة من أعضاء هيئة التدريس في HEC Paris الدوحة، بقيادة البروفيسور وولفغانغ أمان، أحد أبرز المتخصصين في مجال إدارة الأعمال والابتكار الرقمي.
وخلال الفعالية، أدار البروفيسور أمان نقاشاً تفاعلياً سلّط فيه الضوء على تلك الإنجازات أمام الحضور ومن بينهم خريجو جامعة HEC Paris الدوحة، كما قدّمت السيدة إيمان الكواري، مدير إدارة الابتكار الرقمي في الوزارة، عرضاً شاملاً عن المراحل التي مر بها تطوير النظام، والرؤية المستقبلية لتوسيع نطاق استخدامه.
في هذا السياق، صرحت سعادة السيدة ريم محمد المنصوري، وكيل الوزارة المساعد لشؤون الصناعة الرقمية في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قائلة: “أدّى حل الإدارة الفورية للحشود والنقل دوراً أساسياً في دعم جاهزية الدولة لتنظيم الفعاليات الكبرى، وعلى رأسها بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، حيث تمكّن من دمج كميات ضخمة من البيانات من مختلف شركاء قطاع النقل، ما مكّن من إدارة حركة الملايين بكفاءة وأمان في جميع أنحاء البلاد. إن مشاركة هذه التجربة لا تبرز إنجازات قطر فحسب، بل تُلهم الجيل القادم من المبتكرين لمواصلة تطوير النظام وتوسيع نطاق استخدامه”.
وأضافت سعادتها: “من المهم البناء على هذا النجاح، لا سيما من خلال التعاون مع مؤسسات أكاديمية عالمية مرموقة مثل جامعة HEC Paris الدوحة. إن إصدار دراسة الحالة التي نعلن عنها اليوم يدعم بشكل مباشر رؤية دولة قطر لبناء اقتصاد حيوي قائم على المعرفة، ويُعزز تنفيذ أجندتها الرقمية. كما أن شراكتنا مع الباحثين والطلاب تسرّع نقل الأفكار المبتكرة من قاعات الدراسة إلى أرض الواقع. وتسليط الضوء على هذه التجربة الناجحة لا يُبرز فقط إنجازات قطر، بل يلهم الجيل القادم من المبتكرين لقيادة مسيرة التحول الرقمي”.
ومن جانبه، قال الدكتور بابلو مارتن دي هولان، عميد جامعة HEC Paris الدوحة: “تجسّد دراسة الحالة الجديدة هذه حول برنامج قطر الذكية تسمو نموذجاً لبحوثنا الاستشرافية ذات الجذور الإقليمية والامتداد العالمي، بما يعكس جوهر مهمة مختبر أبحاث الأعمال لدينا. فمن خلال استكشاف كيف يمكن للبيانات والتكنولوجيا المتقدمة أن تحوّل إدارة الحشود والنقل في الوقت الفعلي للفعاليات الكبرى، لا تسلط هذه الحالة الضوء على ريادة قطر في مجال الابتكار فحسب، بل تزود المشاركين في برامجنا برؤى عملية حول مستقبل المدن الذكية والاستراتيجية الرقمية. إنها أداة قوية للتعلّم، وشهادة على دور تعليم الأعمال في دعم أولويات التنمية الوطنية”.
تُعد تجربة منصة الإدارة الفورية للحشود والنقل مثالاً ملموساً على إمكانيات دولة قطر في ابتكار حلول ذكية شاملة تخدم قطاعات النقل والفعاليات الحضرية، وتفتح المجال أمام نماذج قابلة للتوسع دولياً. ويبرهن هذا المشروع على كيف يمكن للابتكار المدفوع بالبيانات أن يحوّل التحديات المعقدة إلى فرص للتميّز على المستوى العالمي، ويعزز دور دولة قطر كوجهة عالمية للمدن الذكية.