اختتمت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مسابقة هاكاثون الحوسبة الكمّية- قطر 2025 في مبنى ذو المنارتين بالمدينة التعليمية بالدوحة، والتي تأتي تتويجاً لأول هاكاثون عالمي للحوسبة الكمّية في دولة قطر. وقد صُمم برنامج الفعاليات الممتد لأربعة أيام بهدف تحويل الأبحاث الواعدة إلى حلول قابلة للتجربة والتنفيذ لدى المؤسسات القطرية، بما يتماشى مع أجندة قطر الرقمية 2030.
وأُقيمت فعاليات الهاكاثون بتنظيم من مختبر تسمو للابتكار التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتحت رعاية وزارة الدفاع، وباستضافة الشريك الاستراتيجي جامعة حمد بن خليفة، وبدعم من مجموعة بوسطن الاستشارية وكوانتيكس بصفتهما شريكيّ المعرفة، وبدعم من شركة كوانتينيوم لتتحول من المرحلة الفنية (خلال اليومين الأول والثاني) إلى مرحلة التطبيق التجاري (خلال اليومين الثالث والرابع). وعملت الفرق المشاركة على تطوير نماذج أولية باستخدام منصاتٍ حية قدّمها مزودون عالميون لحلول الحوسبة الكمية، وتعاونوا مع مستثمرين وخبراء استشاريين لتقييم الجدوى الاقتصادية لحالات الاستخدام التي اعتمدوها، وتطوير نماذج أعمال مبتكرة تستطيع تطبيق المفاهيم وتحويلها إلى خطط واضحة.
وأسفر الهاكاثون عن توفير نماذج تشغيلية عملية في مجالات متعددة، بما فيها الكيمياء، وتعلّم الآلة، وتحسين العمليات، والتمويل، والمحاكاة العددية، إلى جانب تأهيل دفعة جديدة من الطلبة والمهندسين والباحثين، وتطوير أدلة عمل قابلة لإعادة الاستخدام لتحديد المشكلات وقياس الأداء وتنفيذ المشاريع.
وشهد البرنامج مشاركة مجموعة من أبرز الجهات في القطاع، بما فيها وزارة البيئة والتغير المناخي، والخطوط الجوية القطرية، ومصرف قطر الإسلامي، وشركة أريدُ، والوكالة الوطنية للأمن السيبراني، ومركز سدرة للطب، وبنك قطر للتنمية، وجهات أخرى، حيث تعاونوا بشكل مباشر مع الفرق لمواءمة الحلول وتوجيهها بما يتناسب مع الظروف التشغيلية، والبيانات المتوفرة، وسير العمل، ومتطلبات الأمان والحوكمة، بما يضمن الانتقال من وضع الأفكار الواعدة إلى التطبيق العملي وتلبية المعايير الوطنية.
واستقطب الهاكاثون اهتماماً عالميًا واسعًا، حيث تلقّى 474 طلب مشاركة من 64 دولة وشارك في المسابقة 40 مشاركاً ضمن 8 فرق للعمل على حالات استخدام ذات أولوية بدعم من ثمانية شركاء عالمين الذين زودوا المشاركين بالتقنيات والأدوات المطلوبة، وهم أليس آند بوب، وAWS، وIBM، ومايكروسوفت، وكوانديلا، وكوانتينيوم، وكويبلي، وكوانتوم كومبيوتينغ إنك. وقد أتاحت منصاتهم وخبراؤهم للمشاركين اختبار أفكارهم المبتكرة في بُنى كمّية متنوعة، بما فيها cat-qubits، والموصلات الفائقة، والأيونات المحصورة، والفوتونات، والسيليكون، إضافةً إلى البُنى البرمجية الداعمة. واستفادت الفرق المشاركة من مزايا هذه المنصات في تطوير حلول باستخدام أحدث التقنيات الكمية المتاحة على مستوى العالم.
وتعليقاً على المبادرة، قالت السيدة ايمان الكواري، مدير إدارة الابتكار الرقمي في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: “من خلال مبادرات مثل هاكاثون الحوسبة الكمّية الذي تنظمه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عبر مختبر تسمو للابتكار، نعمل على إرساء مسارات منهجية لاستكشاف واعتماد التقنيات الناشئة بشكل مسؤول. ومن خلال جمع الأكاديميا والصناعة ومزوّدي التكنولوجيا العالميين في بيئة آمنة وتعاونية تتيح الوصول العملي إلى منصّات رائدة، نحول الاستخدامات عالية القيمة إلى خطط واضحة للانتقال نحو التنفيذ التجريبي في الدولة. ويعزز ذلك دور الوزارة كمنسّق وطني لتطوير التقنيات الناشئة، ويجسّد الدعم المتكامل لنمو منظومة الكم في قطر بما يتماشى مع أجندة قطر الرقمية 2030. “
وعلق اللواء الركن زايد أحمد الكواري قائد سلاح الإشارة الأميري القطري، “نفخر في وزارة الدفاع القطرية برعاية أول هاكاثون للكمّ في دولة قطر، وهو حدث كشف عن مستويات متميزة من الإبداع والطموح لدى المبتكرين الشباب. إن ما قدمته الفرق المشاركة يعكس قدرة الكفاءات الوطنية على التعامل مع التقنيات الناشئة وتطوير حلول نوعية في مجال الحوسبة الكمية. وتؤكد وزارة الدفاع استمرارها في دعم المبادرات التي تسهم في تعزيز جاهزية الدولة التقنية وترسيخ مكانة قطر كدولة رائدة في هذا المجال المتقدم.”
قال الدكتور سيف الكواري، الأستاذ المشارك في قسم تكنولوجيا المعلومات والحوسبة بجامعة حمد بن خليفة ومدير مركز قطر للحوسبة الكمية: “لقد جمعت مسابقة هاكاثون الحوسبة الكمّية قطر 2025، نخبة من أبرز العقول في مجتمع الحوسبة الكمّية لاستعراض كيف يمكن للحلول الكمية الناشئة ريادة الموجة التالية للتحول الرقمي في دولة قطر. ونحن في جامعة حمد بن خليفة، نلتزم ببناء بنية تحتية تعزز الابتكار وتدعم تحقيق هذه الأهداف مستقبلًا، من خلال تعزيز إجراء البحوث المؤثرة، ورعاية المواهب المتخصصة، والعمل مع شركائنا لتسريع نمو منظومة كمّية متكاملة داخل الدولة وخارجها.”
وأوضح خوان فاسكيز، المديرُ المُفوَّض والشريكُ الأول في مجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب، قائلًا: «لقد أظهر هاكاثون الحوسبة الكمّية في قطر 2025 حجم الإنجازات التي يمكن تحقيقها عندما تتكامل الخبرةُ العالمية مع الطموحِ الوطني نحو هدفٍ مشترك. على مدى الأيام الأربعة الماضية، تمكَّنت فرقُ العمل من الانتقال من مرحلة الاستكشاف النظري إلى ابتكار حلولٍ عمليةٍ مُبتكرة، وتصميم مساراتٍ تنفيذيةٍ متكاملة قابلةٍ للتطبيق بكفاءة لدى الجهات المعنية في الدولة. يُسهم هذا المسار العلمي المُتقدم في تسريع الجهود المبذولة لتنمية القدرات الوطنية، وتعزيز دور الحوسبة الكمّية في تحقيق أثرٍ اقتصادي ومجتمعي مستدام. نفخر في مجموعة بوسطن كونسلتينغ جروب بالمساهمة في بناء منظومةٍ متكاملة ترعى المواهب والكفاءات، وتسهم في الارتقاء بجاهزية المؤسسات، وترسيخ مكانة دولة قطر باعتبارها مركزًا إقليميًا رائداً للتقنيات المتقدمة والابتكار.”
وقالت الدكتورة إلفيرا شيشينينا، الشريك المؤسس ورئيس شركة كوانتيكس، “على مدى أربعة أيام مميزة، أصبحت قطر عاصمة عالمية للحوسبة الكمّية ومكانًا التقت فيه التقنيات المتنوعة مع تحديات واقعية من القطاع، وأظهرت كيف يمكن لكل تقنية أن تتألق عندما تُطبّق في السياق المناسب. لقد كان المشاركون في الهاكاثون استثنائيين ومبدعين ومتحمسين ومتفاعلين بشكل كبير، مما يمنحنا ثقة كاملة بأن مستقبل الحوسبة الكمّية في أيدٍ أمينة. نحن ممتنون بشدة لشركائنا والمنظمين المشاركين على شجاعتهم والتزامهم في طرح الحلول المبتكرة، ومشاركة الخبرات، وإلهام المواهب القادمة، والمساهمة في إبراز الإمكانات الهائلة التي ستجلبها تقنيات الحوسبة الكمّية لدولة قطر.”
وقال زين حسين، مدير مكتب الرئيس التنفيذي في شركة كوانتينيوم، “تفتخر شركة كوانتينيوم بدعمها لفعالية هاكاثون الحوسبة الكميةّ الذي اقيم في قطر، وهو حدث عالمي يُسلّط الضوء على الزخم والطموح الهائلين لمنظومة الحوسبة الكميةّ الناشئة في البلاد. من المُلهم أن نرى الجيل القادم من المبتكرين الموهوبين في قطر يتقدمون للأمام، مُستعدّين لخوض غمار المنافسة وتجاوز حدود الممكن. إن التزامنا بالمساهمة في بناء وتنمية منظومة الحوسبة الكميةّ في قطر أقوى من أي وقت مضى، واظهار تنوع التحديات التي تُطرحها الشركات الوطنية الرائدة في هذا المجال وواقعيتها ومدى سرعة تطوّر هذا المجال. نُعرب عن امتناننا للمُنظّمين: وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزارة الدفاع، وجامعة حمد بن خليفة، وكوانت إكس، ومجموعة بوسطن الاستشارية – على دعمهم هذا المجتمع النابض بالحياة من المفكرين والبنّائين. نتطلع إلى النسخ القادمة وإلى مواصلة رحلة الابتكار هذه معًا.”
واختُتم الهاكاثون بحفل توزيع الجوائز الذي أُقيم مساء 18 نوفمبر لتكريم المتأهلين والفرق الفائزة في المسارين التقني والتجاري. وحضر الحفل مجموعة من كبار المسؤولين الحكوميين والخبراء الدوليين في مجال الحوسبة الكمية، ثم أقيم حفل استقبال لتعزيز العلاقات الاجتماعية وتبادل المعرفة.
جمعت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركاؤها في هذا الهاكاثون الرائد بين الجهات الحكومية والأوساط الأكاديمية والمعنيين من القطاعات المتخصصة، لتقديم نموذج للابتكار المسؤول، مما أثمر عن كوادر مُدرّبة، وعروض عملية ناجحة، ومشاريع تجريبية واعدة تتمتع بالمعايير الكافية لتنفيذها لدى المؤسسات القطرية. ويمكن لهذه النتائج تنفيذ تطبيقات الحوسبة الكمية، وبناء القدرات السيادية، وتوفير قيمة عامة ملموسة وقابلة للقياس، مع ترسيخ مكانة قطر كمركز إقليمي لرعاية التقنيات الناشئة ودعم الابتكار.