أعلنت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال مؤتمر صحفي مشترك عُقد في 15 أكتوبر 2025، عن إطلاق شراكة استراتيجية ضمن برنامجها «واصل»، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة، وبنك قطر للتنمية، ومجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، ووكالة ترويج الاستثمار في قطر «استثمر قطر». ويجسّد هذا التعاون التزاماً وطنياً مشتركاً بتمكين نمو الشركات القطرية الواعدة وتعزيز قدرتها التنافسية على الساحة العالمية، ودعم تحقيق أهداف الأجندة الرقمية 2030 ورؤية قطر الوطنية 2030.
يُسهم هذا التعاون في تعزيز الدور الوطني المشترك لدعم بيئة الأعمال الرقمية من خلال المساهمة في اختيار الدفعة المقبلة من الشركات القطرية ضمن برنامج “واصل”، وفق معايير الابتكار والاستدامة والأثر الاقتصادي. كما يعزّز التكامل بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركائها الوطنيين دعم الشركات القطرية الواعدة عبر توسيع نطاق البرنامج وتفعيل أدواته التمويلية والإرشادية بما يضمن استدامة نمو هذه الشركات وتمكينها من المنافسة إقليميًا وعالميًا. ويسهم هذا التكامل في توحيد الجهود الوطنية لتهيئة بيئة رقمية محفزة، وسد الفجوات في منظومة التوسع، وتوفير الإرشاد المتخصص الذي يعزز كفاءة الشركات في مجالات الابتكار وريادة الأعمال.
وشهد المؤتمر الصحفي، الذي عُقد في 15 أكتوبر، حضورًا لافتًا من كبار المسؤولين وممثلي الجهات الشريكة، إضافة إلى عدد من رواد الأعمال والخبراء في مجالات الابتكار والتكنولوجيا. وتناولت محاور المؤتمر دور الجهات الشريكة في هذه الشراكة، واستعرضت مخرجات الدورة الأولى من برنامج “واصل” وخطط التوسع المستقبلية للبرنامج.
استهلّ المؤتمر بكلمةٍ للسيد فرج جاسم عبدالله، مدير إدارة الاقتصاد الرقمي في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذي أكّد أنّ الشراكة الجديدة تمثّل خطوة عملية ضمن جهود الوزارة لتوسيع نطاق دعم الشركات الرقمية القطرية الناشئة وتمكينها من النمو عبر أدوات تمويلٍ وتوجيهٍ وتدريبٍ متكاملة. وأشار إلى أنّ البرنامج يُسهم في ربط روّاد الأعمال بالجهات التمويلية وشركاء الابتكار، بما يعزّز جاهزية هذه الشركات للتوسّع محليًا وإقليميًا ويُرسّخ مكانة دولة قطر كبيئة جاذبة للشركات التكنولوجية الواعدة.
وأضاف: “ننظر إلى هذه الشراكة بوصفها نموذجاً للتكامل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص في بناء منظومةٍ رقميةٍ ديناميكيّة، تُحوّل الأفكار إلى منتجاتٍ قابلةٍ للنموّ والتوسّع بما ينسجم مع مستهدفات الأجندة الرقمية 2030. وسيتجسّد ذلك عبر حزمةٍ تنفيذيةٍ واضحة تشمل مسارات تمويلٍ متدرجة، وبرامج إرشادٍ متخصّصة، وتجارب ميدانية، كما سنُعزّز مواءمة الحلول مع السياسات والمعايير الوطنيّة، بما يسرّع انتقال الشركات نحو النموّ المستدام ويُعزّز تنافسيّة الاقتصاد الرقمي.
كما شارك في المؤتمر ممثلون عن الجهات الشريكة، حيث استعرض كل طرف دوره في دعم منظومة برنامج “واصل”، والآليات التي سيتم من خلالها تطوير بيئة الأعمال الرقمية في قطر، وتحفيز الاستثمار في التقنيات الحديثة، ورفع جاهزية الشركات المحلية للتوسع نحو أسواق جديدة.
وقال السيد علي المولوي، مدير إدارة تنمية الأعمال بوزارة التجارة والصناعة: “يسرنا في وزارة التجارة والصناعة التعاون مع برنامج واصل (Scale Now) التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ضمن جهودنا المشتركة الهادفة إلى تسريع نمو الشركات القطرية الواعدة. من خلال هذه الشراكة، سنعمل على دعم رواد الأعمال في مجالات بناء القدرات، وإستراتيجيات النفاذ إلى الأسواق، والتوجيه التنظيمي والتمويلي، بما يتيح فرصًا جديدة أمام نجاح الشركات الواعدة. وتعكس هذه المبادرة التزامنا بتمكين الشركات الناشئة، وتعزيز الابتكار، ودعم تحقيق أهداف الأجندة الرقمية 2030، بما يعزز مكانة دولة قطر كوجهة رائدة للاقتصاد الرقمي.”
من جهته، صرح السيد محمد العمادي، المدير التنفيذي لحاضنات الأعمال والاستثمار الجريء في بنك قطر للتنمية، بقوله: “نفتخر في بنك قطر للتنمية ببيئة الشركات الناشئة والاستثمار المزدهرة في دولة قطر، التي تسهم باستمرار في رفع تصنيف الدولة اقليمياً فقد شهد العام الماضي تحقيق قطر المرتبة الرابعة في عدد صفقات الاستثمار الجريء بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحقق بدوره الذراع الاستثمارية للبنك المرتبة الرابعة في التصنيف ذاته، ما يعكس التزامنا المستمر في تطوير القطاع ودعم الابتكار. وأما عن دورنا في برنامج “واصل”، فقد شهدت النسخ السابقة تعاوناً مثمراً نتج عنه مشاركة عدد من شركات المحفظة الاستثمارية للبنك في هذا البرنامج مما أسهم في دعم تلك الشركات.” وأضاف: “تبرهن هذه التجربة على نجاح نموذج التعاون بين بنك قطر للتنمية والشركاء في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويعد هذا البرنامج استكمالاً لجهود ولرحلة الشركات الناشئة المستفيدة من برامجنا لما قبل تسريع الأعمال وتسريع الأعمال، وتدعم تسهيل وصول الشركات الرقمية الواعدة والأكثر ابتكاراً إلى فرص استثمارية وترفع جاهزيتها للمنافسة في الأسواق، كما تسهم هذه الشراكات في توحيد الجهود بين مختلف الجهات في الدولة وتوفر منصة متكاملة لدعم الشركات الناشئة، تعزيزاً للتنوّع الاقتصادي في دولة قطر. “.
من جانبها، قالت السيدة ندى العولقي، مدير أول برامج تطوير الابتكار والتجريب في مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار:
“تأتي شراكتنا مع برنامج واصل كخطوة استراتيجية ضمن جهود المجلس لتطوير منظومة الابتكار التكنولوجي في دولة قطر، من خلال العمل على ركائز المجلس الثلاث: التمويل، والتنسيق، والتمكين. وتجمع هذه الشراكة بين خبرة مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار في مجال دعم الابتكار، ورؤية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تعزيز ريادة الأعمال الرقمية، بما يسهم في ترسيخ مكانة قطر كمركز رائد للشركات التكنولوجية القابلة للنمو والتوسع. كما تهدف هذه الشراكة إلى تمكين الشركات المحلية من دفع مسيرة الابتكار التكنولوجي في الدولة، من خلال توفير التمويل والأدوات والمنصات اللازمة لتوسيع أعمالها على المستويين الإقليمي والعالمي، وبما يتماشى مع مستهدفات استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة
ومن وكالة ترويج الاستثمار في قطر، قال الدكتور حمد راشد النعيمي، مدير الاستراتيجية: “نفخر بشراكتنا في برنامج “واصل”، والتي تجسد التزامنا بدعم تحقيق رؤية قطر نحو تنويع الاقتصاد وتشجيع الابتكار. ومن خلال هذه الشراكة الاستراتيجية، نسعى لتمكين الشركات القطرية الناشئة الواعدة من التوسع دوليًا، من خلال ربطها بشركاء استراتيجيين، وتوفير منظومة متكاملة تدعم بيئة ريادة الأعمال. وبالتعاون مع شركائنا سنعمل على بناء جيل جديد من روّاد صناعة الأعمال، وتعزيز مكانة قطر كمركز استثماري رائد ومُحفز للنمو المستدام”.
أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات برنامج “واصل” لتحقيق أهداف الأجندة الرقمية 2030، من خلال منظومة دعم متكاملة تجمع بين رأس المال والخبرات والسياسات والابتكار والنفاذ إلى الأسواق. ويعزز البرنامج دور الشركاء الوطنيين في اختيار الدفعة المقبلة من الشركات الواعدة، وتصميم هيكله بما يحقق أقصى أثر، إلى جانب سد الفجوات في منظومة التوسع وتوفير الإرشاد المتخصص الذي يمكّن الشركات من النمو والمنافسة إقليميًا وعالميًا.
يُعدّ برنامج “واصل” منصة استراتيجية توحّد الموارد والخبرات بين المؤسسات الوطنية، لتمكين الشركات القطرية الناشئة من إطلاق كامل إمكاناتها وتعزيز قدرتها على المنافسة عالمياً. كما يضطلع الشركاء بدور محوري يحوّل البرنامج إلى مبادرة وطنية متكاملة للتوسع والنمو.
وحققت الدفعة الأولى من البرنامج نتائج ملموسة، حيث أسفرت عن إبرام صفقات تجاوزت قيمتها 7.2 مليون دولار، وجمع استثمارات بلغت نحو 5.7 مليون دولار، إلى جانب نموٍّ في الإيرادات تجاوز 50%، فضلاً عن نجاح إحدى الشركات في التوسّع إلى سوقٍ جديدة. وانطلاقاً من هذا النجاح، ستنطلق الدورة الثانية بمشاركة 14 شركة تعمل في أكثر من 10 قطاعات رئيسية تشمل الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الصحية والتعليمية، والأمن السيبراني، وغيرها من المجالات الواعدة في الاقتصاد الرقمي.
من الجدير ذكره، أن هذا التعاون يشكل محطة فارقة في مسيرة برنامج “واصل”، حيث يتيح توحيد القدرات بين الشركاء تسريع تنفيذ المشاريع التجريبية، وفتح آفاق التمويل، وتوسيع الوصول إلى الأسواق العالمية، مع توفير إرشاد متخصص يمكّن الشركات القطرية الواعدة من التوسع وتحقيق أثر ملموس. كما يعكس التزاماً استراتيجياً بتعزيز مكانة قطر كمركز إقليمي للابتكار الرقمي، والمساهمة في خلق أكثر من 26,000 وظيفة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بحلول عام 2030، ودفع مسيرة التحول نحو اقتصاد رقمي قائم على الابتكار.