أوضح السيد حسن جاسم السيد، رئيس لجنة الذكاء الاصطناعي في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن المخاوف التي ظهرت من سوء استخدام تقنية ChatGPT الحديثة من قبل الطلاب أو الباحثين في حل الواجبات وكتابة البحوث، لا أساس لها، لكونها تعتمد على المعلومات المتاحة للعامة على شبكة الإنترنت.

وأشار السيد إلى أن شبكة الإنترنت باتت اليوم تزخر بكثير من المصادر وبنوك المعلومات القيمة والتي بات الطلاب والمؤسسات التعليمية لا يستغنون عنها، وذلك لكونها تلعب دورًا مهمًا في هذا المجال، لافتًا إلى أن تقنية ChatGPT تعتبر إضافة للتطور التكنولوجي الذي نشهده والذي قد يؤثر على حياتنا اليومية وطريقة أدائنا للأعمال في المستقبل.

وعن تقنية (ChatGPT)، أوضح السيد أنها تعد بمثابة نظام تم تدشينه في نوفمبر 2022 من قبل مؤسسة (OpenAI) لأبحاث الذكاء الاصطناعي، مما يعتبر نموذجًا متقدمًا من برامج الدردشة الآلية Chatbots التي تحاكي المحادثة البشرية، ليبدو التحدث مع الآلة أكثر سلاسة وطبيعية، بعد تدريبه على فهم محتوى النصوص والكتب والمواقع الإلكترونية، وتقديم إجابات نصية أكثر كفاءة وردود يمكن أن ترقى إلى إنشاء مقالات أو تقارير احترافية. وأضاف أنه يمكن لـ ChatGPT أن يكون مفيدًا لمجموعة كبيرة من التطبيقات، مثل تطوير روبوتات محادثة لخدمة العملاء أو الرد الآلي على استفسارات العملاء عبر الإنترنت وغيرها.

وفي السياق ذاته، شدد رئيس لجنة الذكاء الاصطناعي على ضرورة النظر بالآثار السلبية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، مثل احتمال اتخاذ القرارات المتحيزة والتأثير على سوق العمل، داعيًا الحكومات إلى اتخاذ عدة خطوات لتجنب إساءة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل نظام ChatGPT، إضافة إلى تنظيم استخدام مثل هذه التقنيات من خلال التشريعات والسياسات التي تقيد استخدامها لأغراض معينة أو إعطاء تراخيص للشركات لاستخدامها.

ولفت السيد إلى ضرورة وضع آليات للإشراف ومراقبة استخدام تلك التقنيات لأغراض غير قانونية أو غير أخلاقية، مع توفير البرامج التعليمية والتوعوية لتثقيف الجمهور بالمخاطر والفوائد المحتملة لهذه الأنظمة وكيفية استخدامها بطريقة مسؤولة. وقال إن استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT يعتمد على آلية استخدامنا لها، ومعرفة الفوائد والمساوئ المحتملة لاستخدامها، وتحقيق التوازن بين تنمية الإبداع والابتكار في تلك الأنظمة مع حماية المجتمع من مخاطرها.

وفيما يتعلق بالاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، قال السيد إن دولة قطر ممثلة بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وضعت استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي تضم عدة محاور رئيسية من أبرزها : بناء بيئة محفزة للبحث والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، والاستثمار في التعليم من إعداد للمناهج والتخصصات الأكاديمية المطلوبة للوظائف الحديثة لتطوير مواهب الذكاء الاصطناعي، ووضع الحوافز والتسهيلات لتشجيع ريادة الاعمال والبرامج الهادفة لاستقطاب الشركات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.

كما أضاف أن المحاور الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي تتمثل بتعزيز استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع العام والخاص، ووضع البرامج التوعوية للجمهور للاستخدام الأمثل لهذه التطبيقات، وإعداد التشريعات التنظيمية والإرشادات المتعلقة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي الكفيلة بحماية حقوق جميع الأطراف وتوفير البيئة القانونية لاستخدامها، لافتًا إلى أنه سيشرف على متابعة تنفيذ هذه الاستراتيجية لجنة عليا تضم نخبة من المتخصصين تمثل مؤسسات حكومية وتعليمية ومعاهد بحثية.

ونوه السيد حسن جاسم السيد، رئيس لجنة الذكاء الاصطناعي في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي مهما وصلت إلى مستويات متقدمة من التطور لن ترتقي لما يمكن أن يعبّر به البشر من عواطف وأحاسيس والتي تكون مطلوبة في الوظائف في كثير من الأحيان.